مرت الشهور وأنا لا أزال أذكر كل لمحة من حياته..
أتذكر كلماته وهمساته وضحكاته..
برغم من أنه رحل عن عالمنا إلا أن أنفاسه لا تزال تلازمني وروحه تسير معي حيثما ذهبت..
لم أستطع نسيانك ولا أريد ذلك..
فأنت يا أبي أول من عرفني قبل الغير..
أنت وأمي فقط..
ثم بعد ذلك جاء الكثير..
كنت متعلقة بظهرك قبل أن أصبح إنسان، ثم تعلقت بك وأنا إنسان، واسمي معلق بك وأنا علم من الأعلام، وروحي متعلقة بروحك حتى بعد الممات.. فكيف أنساك؟!.
دعاباتك أذكرها كلمة كلمة..
وخفة ظلك وحنانك وعطفك أتذكرها لحظة لحظة..
لم أنسى عندما ربت على كتفي ومسحت عن عيني الدمعة..
لم أنسى عندما كنت تحضر لي الأطايب التي أحب لأهنئ..
وجودك في المنزل حتى لو كنت صامتاً كان يبعث الحياة والصخب في جدرانه الباردة..
والآن عم الهدوء والسكون..
لماذا عندما أخلد لفراشي كل ليلة لأنام أناشدك أن تزورني في عالم الأحلام حيث كل شيء ممكن..
كم أفرح عندما تأتي في رؤياي، ولكن أستغرب وجودك في أضغاث الأحلام وكأنك لم تمت..
فأنت ملازم لأحلامي تماماً كما كنت في الماضي عندما سكنت هذه الأرض..
هل جننت؟!.
أما أنا مجنونة أصلاً؟!.
و لكني سعيدة بتلك الزيارات سواءً كان بعضها يحمل معناً والبعض الآخر حديث النفس ليس إلا..
فأنت في نفسي مستقر حتى أعمق نقطة فيها..
فأنا لن أنسى من أحبني كما أنا، ورباني وكأن نعم الأب..
نعم يا أبي أنا لم ولن أنساك لأنك أبي ولأني أحبك..
أخبرني بالله عليك بعد كل تلك الكلمات كيف أنساك؟!.
أيعقل؟! طبعاً لا..
إذاً لن أنساك..
لن أنساك..
لن أنساك..
******************
اقرأ المزيد »