شبح الموت يحلق على رؤوسنا كل يوم، فلاندري في أي لحظة
ينقض علينا، ولا نملك إلا أن نسأل الله حسن الختام، فشهر رمضان
الفائت قبل عام لم يصوم فيه والدي لأنه توفي في شعبان ولم يدرك
رمضان رحمت الله عليه، ورمضان هذا العام لم يصوم فيه أخي
الكبير وذلك لأنه أيضاً توفي هذا العام في 28 من رجب أي قبل أن
ينهي والدي عام من وفاته بأربع أيام رحمهما الله..
ألم كبير فصيف العام الماضي وصيف هذا العام فقدنا فيهما اثنين عزيزين على قلوبنا ونسأل الله أن لا نفقد المزيد ويصبرنا على فراقهما المُر..
ورمضان هذا العام أيضاً لم يكمل فيه غازي القصيبي أيامه ليصومه ويعيش في روحانيته لأنه توفي في الخامس من رمضان بعد صراع مع المرض رحمه الله، واليوم توفيت أيضاً امرأة كبيرة السن من أقاربنا كانت عطرة السيرة عزيزة على القلوب رحمهم الله جميعاً..
فسبحان الله فلا دائم إلا وجهه ولا أمان لهذه الدنيا..
ولكن ليس معنى هذا ان نعيش في رعب من شبح الموت المتربص بنا في أي لحظة، بل علينا إعمار الأرض وإعمار قلوبنا بذكر الله فكما أن الموت يفرق الناس عن أحبتهم إلا أنه في نفس الوقت رحمة للمريض ورحمة لكبير السن، ومن هم خارجين عن هذه الدائرة فهو رحمة لهم من الدنيا وتعبها فالآخرة هي دار القرار وكم هو سعيدٌ من كان محظوظاً إذا منَّ الله عليه بحسن الخاتمة ليضمن الجنة فالأعمال بالخواتيم، وهذا مانسعى له ونسعد لحصوله لأحبابنا مما يجعلنا نعلم أن موتهم هو طريق لذهابهم إلى السعادة القصوى التي لايوجد في الدنيا مايضاهيها نسأل الله لنا ولكم حسن الختام..
وليكن نصب أعيننا هذه المقولة:" اعمل لآخرتك وكنك تموت غداً.. واعمل لدنياك وكأنك تعيش أبدا"..
لذا علينا عدم التشاؤم من الموت، بل نجعل البسمة نور يضيء وجوهنا ونسعى للنجاح ولإعمار الأرض وتأمين مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، وفي نفس الوقت نعمل لآخرتنا ونجعل ذكر الله دائماً على ألسنتنا لنرطبها بذكره، ونملأ قلوبنا بمحبة الله ونعمل كل الفرائض ونجتهد في السنن لنكون ممن يرضى الله عنهم ويرضيهم ويكتب لنا حسن الخاتمة بإذن الله..
اللهم ارحم موتانا وموت المسلمين جميعهم برحمتك يا أرحم الراحمين، وصبرنا على ألم الفراق من بعدهم إنك على ذلك قدير..
*************************
اقرأ المزيد »