موت قبل الميلاد (رواية) وقصص اخرى.. من روايات عوالم.. وهذه بعض المقتطفات مما جاء في هذا الكتاب الشامل بالإضافة إلى جولة سريعة لبعض ماجاء في رواية موت قبل الميلاد..
تمنياتي برحلة ممتعة للجميع:
قائمة المحتويات:
-مطاردة مع الموت (قصة قصيرة)6_34
-الرسالة الطائرة (قصة قصيرة)35_41
-أنا والخروف (قصة قصيرة) 42_56
-مبنى الخنساء (قصة قصيرة) 57_63
-عيناه (قصة قصيرة) 64_69
-سلسلة من عاشوا قبلنا (مأساة ملكة) قصة حقيقية (الحلقة الأولى)70_85
-خطأ مع مرتبة الشرف (قصة قصيرة) 86_96
-بخوا (قصة قصيرة) 97_103
-هدية عاشق (قصة قصيرة) 104 _116
-موت قبل الميلاد (رواية).. 117_225
إعلان.... (226)...
___________________
أنا والخروف (قصة قصيرة):
جلس بنصفه فقط على مقعد السيارة ورجله الأخرى خارجها وأخذت يده تبحث عن شريط غنائي ليطربه طوال فترة رحلته الغرامية.. وجد الشريط المطلوب فوضعه في المسجل لينطلق صوت العندليب الأسمر(عبد الحليم حافظ) عذباً شجياً وهو يقول: "على قد الشوق إلي في عيوني... بااااااع.. يا جميل سلم".. بااااااع...
-هل الشريط به عله ما؟!..
هكذا حدث (حسن) نفسه..
"أنا يا ما عيوني.. بااااااع..عليك سألوني..بااااع.. ويا ما بتألم".. بااااااع.. "على قد الشوق..بااااع.. إلي في عيوني يا جميل سلم".... باااااااااااااع...
-لااااااااا.. هذا ليس صوت (عبد الحليم)؟!...
تلفت بعينيه بحثاً عن المطرب صاحب الصوت الشجي...
-حسااااان... تعال يا ولد.. باااااع...
التفت حيث سمع صوت جده.. ليراه بصحبة والده قادم من الباب الخلفي للحديقة وهما يجران معهما ضيفاً...
نظر إليهم في رعب، إذ بدأت صورة مرعبة تطوف في مخيلته عن الذي سيحدث.. وكما توقع بالضبط..
_________________
مطاردة مع الموت (قصة قصيرة):
كانت الجبال المرتفعة تقع خلف قرية أجدادهم فتعطي انطباع بأنها خلفية رائعة ولكن في وضح النهار، عندما تشرق الشمس فتضئ المنطقة بأشعتها الذهبية، لتزرع بعدها الدفء في نفوس الناس.. ولكنها بعد أن تغيب تحل محلها الظلمة، لتصبح تلك الجبال وكأنها أجسادٌ عملاقة اتشحت بالسواد، وضوء القمر المكتمل يجعل قممها تلمع بلون فضي بارد.. فتزرع الرهبة في النفوس ليشعر المرء بعدها بضآلته أمام هذه الصورة العظيمة.. أما الهواء فكان ساكناً ثقيلاً على الصدور مما يزرع الملل في النفوس، ويساعد على مداعبة النعاس للجفون، ولكنهم قاوموا ذلك في سبيل الحماس الذي أخذ يخدر عقولهم ويحرك أطرافهم، لكشف الغموض في مكان مجهول.. هنا سمعوا صوت نباح الكلاب..
انتفض (حاتم) و(مهند) من مكانيهما فزعين من هذا الصوت الكريه الذي كسر اللوحة الهادئة التي عاشوها.. أما (مازن) و(ناصر) فمطا شفتيهما بازدراء ثم قال لهم (ناصر):
-يا لطيف يا رب.. أيفزعكما نباح الكلاب؟!.. ماذا تفعلون إذا رأيتم عفريتا؟!.. يالها من مغامرة عظيمة.. إن كانت هذه البداية.. فماذا ستكون النهاية؟..
بالفعل ترى ماذا ستكون النهـــــاية؟!....
___________________
هدية عاشق (قصة قصيرة):
دخل المحل فعرفه البائع بسرعة فهو على حد قوله لم يرى امرأة رغبت بالسوار كما فعلت زوج (أسامة)... اشترى السوار وشكر البائع بعد أن وضعه في علبة مخملية فاخرة... وفي طريق عودته لسيارته كانت البرودة قد اشتدت وتخللت عظامه، مما جعله يتدثر أكثر بسترته والهدية في إحدى جيوبها الكبيرة... ركب السيارة أخيراً وانطلق بها وكله لهفة لرؤية رد فعل حبيبة قلبه،كان قلبه يصرخ أحبها... أحبها... أحب ضحكاتها، همساتها، خطواتها، ورقتها، وحنانها الذي طالما أغدقت علي به...
أخذ يتذكر وكله آسى، فخلال الأسبوع الذي تلا رفضه لشراء السوار لم تبخل عليه زوجته بأي كلمة حب أو تصرف يترجم ما في قلبها الشفاف من حب ووله...
___________________
مبنى الخنساء (قصة قصيرة):
مبنى الخنساء لطالما شعرت بالخوف منه كلما نظرت إليه أو أجبرتني الاختبارات أن أمتحن في إحدى قاعاته الكبيرة المرعبة، الحمد لله فعدد الاختبارات التي قد أديتها فيه أربع مرات فقط، وأظن هذا الاختبار الذي أنهيته الآن سيكون الأخير لأنني في السنة الجامعية الأخيرة...
كانت (ريماس) تحدث نفسها وهي تتجه للجلوس على أحد الكراسي الموجودة بجوار البوابة الكبيرة داخل ذلك المبنى، التابع لجامعة الملك عبد العزيز بجدة بالمملكة العربية السعودية..
لقد اعتادت دائماً الجلوس مع رفيقاتها في كفتيريا (رابيس) المقابلة لمبنى الخنساء مما يجعلها ترى هذا المبنى المهجور كل يوم.. ولكن تلك الكفتيريا لا تخص في الأساس ذلك المبنى، بل إنها تابعة لمبنى الزهراء الذي يخص طالبات الاقتصاد المنزلي.. وبالطبع هو مبنى مجاور للخنساء، لأنه في الماضي كان مبنى الخنساء يخص طالبات الاقتصاد قبل أن يهجر ويحل مبنى الزهراء الجديد مكانه.. ولكنهم في أيام الامتحانات يستعينوا ببعض قاعات الخنساء لكثرة عدد الطالبات..
كانت تستغرب بشدة وجود الغربان التي تحوم كل يوم فوق مبنى الخنساء فقط، بينما الزهراء لا يطير فوقه غراب واحد.. فالغربان طيور تحب أكل الجيف، فهل يوجد جيف في هذا المبنى المهجور؟!..
الغريب أن صديقاتها لم يضحكن من أفكارها، لأنهن جميعاً كن يشعرن بالرهبة عند النظر إليه أو الدخول فيه...
__________________
الرسالة الطائرة (قصة قصيرة):
التفت إلى داخل غرفته ليرى صندوق رسائله مفتوحاً على طاولة المكتب.. شعر بالسعادة حقاً لأنه أخذ يسترجع الذكريات القديمة بقراءته لهذه الرسائل ومن بينها هذه الرسالة القابعة بين يديه والتي كانت الأعز على قلبه..
عاد يقرأها مرة ثانية: "أحبك يا أغلى من حياتي لا حرمني الله منك.. ومن نور جبينك.. ومن بسمة شفتيك و.... ضايق سمعه صوت السيارة القادم من أسفل العمارة مما يدل أن أحد سكانها قد عاد.. تجاهل ذلك وعاد يقرأ رسالته: " ضميني لصدرك ضميني.. وأنعشي روحي بحنانك العظيم "
وفجأة هبت نسمة قوية خطفت الرسالة لتطير من بين يديه.. مد يده ليمسك بها قبل أن تبتعد إلا أنها تأرجحت باتجاه الأسفل لتسقط تحت قدمي شابه ترتدي عباءتها السوداء..
وعندما شعرت بالورقة تحت قدميها نظرت إلى الأعلى لترى مصدرها، فوقعت عيناها على( فارس ) الذي صعق حينها فقد عرفها..
___________________
وهناك المزيد من القصص القصيرة المتنوعة والممتعة، بالإضافة إلى قصص واقعية لأعلام المشاهيرمن سلسلة من عاشوا قبلنا:
مآساة ملكة (قصة حقيقية):
وأخيراً وجه لويس الخامس عشر رسالة سنة 1769م إلى (ماريا تريزا) طالباً فيها يد الأميرة (ماري انطوانيت) لولي عهد فرنسا، والذي سيصبح لويس السادس عشر.. وسيكون الزفاف في أعياد الفصح من السنة المقبلة...
-ستتزوج الأميرة... ستصبح ولية العهد... ستتزوج من ولي عهد فرنسا...
ترددت الهتافات داخل القصر النمساوي، أما الأميرة والتي لم تتجاوز الرابعة عشر من العمر فقد هالها ما سمعت هل ستتزوج فعلاً؟.. ومن من؟.. من حاكم فرنسا المقبل.. ترى كيف يبدو هذا الأمير؟. هل هو مثل أمراء الأساطير؟. بطوله الفارع وكتفاه العريضتان، وبوسامة محياه وفروسيته ونبله، اللذان سيخلبان لبها...
أفكار كثيرة دارت في مخيلة الفتاة البريئة وهي تتخيل فارسها المستقبلي.. ولكن الأيام كانت كفيلة بكشف الزيف، ورفع الستار عن شخص الملك المرتقب!..
_________________
مقتطفات من: موت قبل الميلاد (رواية):
نظرت بعمق لكي أسبر أعماق الظلام فوجدت باب موارب، تقدمت للأمام بخطوات خائفة ودفعت بيدي الباب والذي أصدر صريراً جعل القشعريرة تغزو عظامي، ودخلت أخيراً لأري غرفة صغيرة... الحمد لله كانت مضاءة، وعندما نظرت لجدرانها وجدت أنها مغطاة بالطوب الأحمر الذي يستخدم في البناء.. وفجأة دخلت علي امرأة طويلة القامة عريضة المنكبين.. يا إلهي لقد عرفتها إنها زوجة عمي الثانية والدة زوجي والتي لم تنجب غيره _رحمهما الله جميعا_ اتجهت عمتي (صفية) إلى الجدار المقابل وخلعت منه طوبة كاملة، ثم نظرت إلي وقالت:
-هنا يوجد ألف وخمسمائة..
لم أفهم ما تعنيه إلا أني رأيت في مخيلتي أرض حديقة بيت عمي رحمه الله.. ثم اختفت صورة الحديقة ورأيت عمتي أمامي من جديد وعيناها الثاقبتين تنظر في عيني مباشرةً قائلة:
-لا تنسي..
************************
أووه..ما هذه البرودة المفاجأة؟!. تلفت حولي باحثة عن مصدر تيار الهواء فلربما نسي أحدهم النافذة مفتوحة.. أخذت أفتش عن تلك النافذة، ولكن هناك إحساس غريب يلازمني.. أشعر أن المكان كله ثقيل على صدري، وأصوات الرياح القوية صنعت من الظلمة والوحشة لوحة مرعبة.. يا له من إحساس...
-طراااااخ.. طراااااخ..
قفزت فجأة من مكاني وأنا أحدث نفسي بصوت عالي نسبياً:
-يا إلهي ما هذا؟!..
-طراااااخ.. طراااااخ..
-يبدو لي صوت باب العلية ولكن ماذا حدث له؟..
انقبض قلبي وأخذت أتنفس بصعوبة.. ألا يوجد أحد في هذا المنزل يستيقظ من قوة هذا الصوت؟..
تمنيت هذا في داخلي، كانت ساقاي متجمدتان.. وصوت في عقلي يقول لي بأن أذهب لأستطلع الأمر.. ولكن صوت أخر يقول لي بأن لا أذهب فلربما كان لصاً.. وأنت لوحدك.. هذا بالفعل لأمر متهور وسيئ..لم يعد الصوت في الظهور مرة أخرى ولكن التيار البارد عاد من جديد..
نظرت يساري فإذ بعيني تقع على باب الحديقة الخلفية المفتوحة..
***********************
وسط شمس العصر المحببة إلي النفس وقفت كالبلهاء ثم حانت مني إلتفاتة صوب كرم العنب، هنا رأيت خيال رجل طويل تعلو قامته المترين، أسود من رأسه إلى أخمص قدميه، وكان بدون ملامح.. شهقت حينها غير مصدقة، وأدرت وجهي في الإتجاه الآخر وأنا أبسمل، وجسدي عادت إليه الإنتفاضه التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ منه.. وبعد برهة نظرت بتردد تجاه كرم العنب فلم أجد شيء.. يا إلهي هل كنت أتخيل ذلك أم أنه حقيقة؟. أمسكت رأسي بيدي وأنا أشعر بصداع سيفجره..
***********************
كان قد اختفى مما أعطاني فرصة للهروب، فأطلقت لساقي العنان لتسابق الريح حتى أخرج من تلك الغرفة التي أصبحت مخيفة جداً بالنسبة لي، فتحت بابها وخرجت ولكني حين أصبحت خارج الغرفة رأيته يقف في الحديقة وكأنه كان بانتظاري..
أخذت أجري والذعر يعصف بجوانحي، حاولت أن أذكر الله ولكن دون جدوى، فقد ألجم الخوف لساني.. كان يقترب.. ويقترب.. وأنا أجري.. وأجري.. وأجري..
**********************
فرحت و أختاي كثيراً فالفضول كان المحرك الرئيسي لهذه الفرحة.. دخلنا إلى الغرفة المحظورة سابقاً، فشعرت ببعض الحزن لأن الإنسان بعد وفاته لا سلطة له على أغراضه بل كل ما يحمله معه هو عمله الصالح وكفنه...
كانت مساحة الغرفة أربعة أمتار طولاً وعرضاً، أما محتوياتها فلم يكن بها سوى خزانة للكتب ومذياع وأريكة منخفضة قديمة الطراز، وبها نافذة واحدة تطل على التلال الخلفية إذ كانت هذه الغرفة تشترك مع سور الحديقة في جدارها الرابع الذي تطل منه نافذتها بالإضافة للباب الخلفي للحديقة على تلك التلال الخالية...
أخذت أقرأ عناوين كتب جدي فوجدتها تتحدث عن مواضيع متنوعة، هتفت (إيناس):
-أووه.. هيا بنا لقد مللت البقاء في هذه الغرفة..
هموا جميعاً بالرحيل إلا أن هناك سبب أجهله جعلني لا أرغب في الخروج منها، لذا أبديت رفضي في الخروج معهم، فلم يمانع والدي ولكنه اشترط أن أبقى فيها عشر دقائق كأقصى حد، حتى لا أعطلهم عن موعد عودتنا إلى منزله...بقيت وحدي أنظر إلى كتب جدي والتي لاحظت جزءاً منها موضوع على جانب الأريكة، اقتربت منها لأتصفحها، فوجدتها تتحدث في أمور غريبة، وعلي قراءتها بتمعن لأفهما والوقت ليس ملكاً لي، لذا قررت أن آخذها معي وأعتقد أن والدي لا مانع لديه إن كنت سأعيدها مكانها إذا فرغت منها..
***********************
حاولت أن أميز موقع بوابة الفيلا داخل هذا الضباب الكثيف.. حتى نجحت في آخر الأمر... كان الباب مفتوحاً مما ولد قشعريرة في نفسي، أخذت نفساً عميقاً من الهواء الكاتم للأنفاس من حولي وبخطوات مرتجفة خرجت من المنزل لأصبح في الشارع وأمامي مباشرة الشارع العام ومن وراءه تقبع باقي بيوت القرية، لم أكن أستطيع تميزها جيداً لكثافة الضباب إلا أني أعلم جيداً أن طريقي لن يكون إليها بل إلى منزل والدي المجاور لنا، فأنا أتوقع من أن الجميع ذهبوا إليه لسبب ما، اتجهت يساراً وبعد الخمسين متراً أخذت أتسلق الربوة التي في أعلاها يتربع منزل والدي في بهاء وسلطة، كنت أسمع صوت الحشائش المحتجة تحت قدمي وهي تتهشم كما تهشمت أعصابي في هذه الإجازة الغريبة...
وصلت إلى البوابة الخارجية التي تتوسط سور عالي جداً يصل ارتفاعه أربع أمتار.. مددت يداً مرتجفة من البرد نحو الجرس، ولكنها توقفت في نصف المسافة وأنا أحدق في الباب الموارب...
كيف تترك أمي الباب هكذا وهي المعروفة بشدة حرصها... إنها تخشى اللصوص كما يخشى سكان ترانسلفانيا الكونت دراكولا...
ابتلعت ريقي وأنا أشعر بظهري يقشعر من العالم ورائه من دون أن يعرف ما يمكن أن يحدث خلفه، كنت كمن يكشف ظهره للأعداء، وعند هذه الفكرة تركت ترددي لأدفع البوابة وأغلقها خلفي...
أسندت ظهري عليها وكأني أحمي ظهري من مخالب كادت تمزقه..
تمنياتي برحلة ممتعة للجميع:
قائمة المحتويات:
-مطاردة مع الموت (قصة قصيرة)6_34
-الرسالة الطائرة (قصة قصيرة)35_41
-أنا والخروف (قصة قصيرة) 42_56
-مبنى الخنساء (قصة قصيرة) 57_63
-عيناه (قصة قصيرة) 64_69
-سلسلة من عاشوا قبلنا (مأساة ملكة) قصة حقيقية (الحلقة الأولى)70_85
-خطأ مع مرتبة الشرف (قصة قصيرة) 86_96
-بخوا (قصة قصيرة) 97_103
-هدية عاشق (قصة قصيرة) 104 _116
-موت قبل الميلاد (رواية).. 117_225
إعلان.... (226)...
___________________
أنا والخروف (قصة قصيرة):
جلس بنصفه فقط على مقعد السيارة ورجله الأخرى خارجها وأخذت يده تبحث عن شريط غنائي ليطربه طوال فترة رحلته الغرامية.. وجد الشريط المطلوب فوضعه في المسجل لينطلق صوت العندليب الأسمر(عبد الحليم حافظ) عذباً شجياً وهو يقول: "على قد الشوق إلي في عيوني... بااااااع.. يا جميل سلم".. بااااااع...
-هل الشريط به عله ما؟!..
هكذا حدث (حسن) نفسه..
"أنا يا ما عيوني.. بااااااع..عليك سألوني..بااااع.. ويا ما بتألم".. بااااااع.. "على قد الشوق..بااااع.. إلي في عيوني يا جميل سلم".... باااااااااااااع...
-لااااااااا.. هذا ليس صوت (عبد الحليم)؟!...
تلفت بعينيه بحثاً عن المطرب صاحب الصوت الشجي...
-حسااااان... تعال يا ولد.. باااااع...
التفت حيث سمع صوت جده.. ليراه بصحبة والده قادم من الباب الخلفي للحديقة وهما يجران معهما ضيفاً...
نظر إليهم في رعب، إذ بدأت صورة مرعبة تطوف في مخيلته عن الذي سيحدث.. وكما توقع بالضبط..
_________________
مطاردة مع الموت (قصة قصيرة):
كانت الجبال المرتفعة تقع خلف قرية أجدادهم فتعطي انطباع بأنها خلفية رائعة ولكن في وضح النهار، عندما تشرق الشمس فتضئ المنطقة بأشعتها الذهبية، لتزرع بعدها الدفء في نفوس الناس.. ولكنها بعد أن تغيب تحل محلها الظلمة، لتصبح تلك الجبال وكأنها أجسادٌ عملاقة اتشحت بالسواد، وضوء القمر المكتمل يجعل قممها تلمع بلون فضي بارد.. فتزرع الرهبة في النفوس ليشعر المرء بعدها بضآلته أمام هذه الصورة العظيمة.. أما الهواء فكان ساكناً ثقيلاً على الصدور مما يزرع الملل في النفوس، ويساعد على مداعبة النعاس للجفون، ولكنهم قاوموا ذلك في سبيل الحماس الذي أخذ يخدر عقولهم ويحرك أطرافهم، لكشف الغموض في مكان مجهول.. هنا سمعوا صوت نباح الكلاب..
انتفض (حاتم) و(مهند) من مكانيهما فزعين من هذا الصوت الكريه الذي كسر اللوحة الهادئة التي عاشوها.. أما (مازن) و(ناصر) فمطا شفتيهما بازدراء ثم قال لهم (ناصر):
-يا لطيف يا رب.. أيفزعكما نباح الكلاب؟!.. ماذا تفعلون إذا رأيتم عفريتا؟!.. يالها من مغامرة عظيمة.. إن كانت هذه البداية.. فماذا ستكون النهاية؟..
بالفعل ترى ماذا ستكون النهـــــاية؟!....
___________________
هدية عاشق (قصة قصيرة):
دخل المحل فعرفه البائع بسرعة فهو على حد قوله لم يرى امرأة رغبت بالسوار كما فعلت زوج (أسامة)... اشترى السوار وشكر البائع بعد أن وضعه في علبة مخملية فاخرة... وفي طريق عودته لسيارته كانت البرودة قد اشتدت وتخللت عظامه، مما جعله يتدثر أكثر بسترته والهدية في إحدى جيوبها الكبيرة... ركب السيارة أخيراً وانطلق بها وكله لهفة لرؤية رد فعل حبيبة قلبه،كان قلبه يصرخ أحبها... أحبها... أحب ضحكاتها، همساتها، خطواتها، ورقتها، وحنانها الذي طالما أغدقت علي به...
أخذ يتذكر وكله آسى، فخلال الأسبوع الذي تلا رفضه لشراء السوار لم تبخل عليه زوجته بأي كلمة حب أو تصرف يترجم ما في قلبها الشفاف من حب ووله...
___________________
مبنى الخنساء (قصة قصيرة):
مبنى الخنساء لطالما شعرت بالخوف منه كلما نظرت إليه أو أجبرتني الاختبارات أن أمتحن في إحدى قاعاته الكبيرة المرعبة، الحمد لله فعدد الاختبارات التي قد أديتها فيه أربع مرات فقط، وأظن هذا الاختبار الذي أنهيته الآن سيكون الأخير لأنني في السنة الجامعية الأخيرة...
كانت (ريماس) تحدث نفسها وهي تتجه للجلوس على أحد الكراسي الموجودة بجوار البوابة الكبيرة داخل ذلك المبنى، التابع لجامعة الملك عبد العزيز بجدة بالمملكة العربية السعودية..
لقد اعتادت دائماً الجلوس مع رفيقاتها في كفتيريا (رابيس) المقابلة لمبنى الخنساء مما يجعلها ترى هذا المبنى المهجور كل يوم.. ولكن تلك الكفتيريا لا تخص في الأساس ذلك المبنى، بل إنها تابعة لمبنى الزهراء الذي يخص طالبات الاقتصاد المنزلي.. وبالطبع هو مبنى مجاور للخنساء، لأنه في الماضي كان مبنى الخنساء يخص طالبات الاقتصاد قبل أن يهجر ويحل مبنى الزهراء الجديد مكانه.. ولكنهم في أيام الامتحانات يستعينوا ببعض قاعات الخنساء لكثرة عدد الطالبات..
كانت تستغرب بشدة وجود الغربان التي تحوم كل يوم فوق مبنى الخنساء فقط، بينما الزهراء لا يطير فوقه غراب واحد.. فالغربان طيور تحب أكل الجيف، فهل يوجد جيف في هذا المبنى المهجور؟!..
الغريب أن صديقاتها لم يضحكن من أفكارها، لأنهن جميعاً كن يشعرن بالرهبة عند النظر إليه أو الدخول فيه...
__________________
الرسالة الطائرة (قصة قصيرة):
التفت إلى داخل غرفته ليرى صندوق رسائله مفتوحاً على طاولة المكتب.. شعر بالسعادة حقاً لأنه أخذ يسترجع الذكريات القديمة بقراءته لهذه الرسائل ومن بينها هذه الرسالة القابعة بين يديه والتي كانت الأعز على قلبه..
عاد يقرأها مرة ثانية: "أحبك يا أغلى من حياتي لا حرمني الله منك.. ومن نور جبينك.. ومن بسمة شفتيك و.... ضايق سمعه صوت السيارة القادم من أسفل العمارة مما يدل أن أحد سكانها قد عاد.. تجاهل ذلك وعاد يقرأ رسالته: " ضميني لصدرك ضميني.. وأنعشي روحي بحنانك العظيم "
وفجأة هبت نسمة قوية خطفت الرسالة لتطير من بين يديه.. مد يده ليمسك بها قبل أن تبتعد إلا أنها تأرجحت باتجاه الأسفل لتسقط تحت قدمي شابه ترتدي عباءتها السوداء..
وعندما شعرت بالورقة تحت قدميها نظرت إلى الأعلى لترى مصدرها، فوقعت عيناها على( فارس ) الذي صعق حينها فقد عرفها..
___________________
وهناك المزيد من القصص القصيرة المتنوعة والممتعة، بالإضافة إلى قصص واقعية لأعلام المشاهيرمن سلسلة من عاشوا قبلنا:
مآساة ملكة (قصة حقيقية):
وأخيراً وجه لويس الخامس عشر رسالة سنة 1769م إلى (ماريا تريزا) طالباً فيها يد الأميرة (ماري انطوانيت) لولي عهد فرنسا، والذي سيصبح لويس السادس عشر.. وسيكون الزفاف في أعياد الفصح من السنة المقبلة...
-ستتزوج الأميرة... ستصبح ولية العهد... ستتزوج من ولي عهد فرنسا...
ترددت الهتافات داخل القصر النمساوي، أما الأميرة والتي لم تتجاوز الرابعة عشر من العمر فقد هالها ما سمعت هل ستتزوج فعلاً؟.. ومن من؟.. من حاكم فرنسا المقبل.. ترى كيف يبدو هذا الأمير؟. هل هو مثل أمراء الأساطير؟. بطوله الفارع وكتفاه العريضتان، وبوسامة محياه وفروسيته ونبله، اللذان سيخلبان لبها...
أفكار كثيرة دارت في مخيلة الفتاة البريئة وهي تتخيل فارسها المستقبلي.. ولكن الأيام كانت كفيلة بكشف الزيف، ورفع الستار عن شخص الملك المرتقب!..
_________________
مقتطفات من: موت قبل الميلاد (رواية):
نظرت بعمق لكي أسبر أعماق الظلام فوجدت باب موارب، تقدمت للأمام بخطوات خائفة ودفعت بيدي الباب والذي أصدر صريراً جعل القشعريرة تغزو عظامي، ودخلت أخيراً لأري غرفة صغيرة... الحمد لله كانت مضاءة، وعندما نظرت لجدرانها وجدت أنها مغطاة بالطوب الأحمر الذي يستخدم في البناء.. وفجأة دخلت علي امرأة طويلة القامة عريضة المنكبين.. يا إلهي لقد عرفتها إنها زوجة عمي الثانية والدة زوجي والتي لم تنجب غيره _رحمهما الله جميعا_ اتجهت عمتي (صفية) إلى الجدار المقابل وخلعت منه طوبة كاملة، ثم نظرت إلي وقالت:
-هنا يوجد ألف وخمسمائة..
لم أفهم ما تعنيه إلا أني رأيت في مخيلتي أرض حديقة بيت عمي رحمه الله.. ثم اختفت صورة الحديقة ورأيت عمتي أمامي من جديد وعيناها الثاقبتين تنظر في عيني مباشرةً قائلة:
-لا تنسي..
************************
أووه..ما هذه البرودة المفاجأة؟!. تلفت حولي باحثة عن مصدر تيار الهواء فلربما نسي أحدهم النافذة مفتوحة.. أخذت أفتش عن تلك النافذة، ولكن هناك إحساس غريب يلازمني.. أشعر أن المكان كله ثقيل على صدري، وأصوات الرياح القوية صنعت من الظلمة والوحشة لوحة مرعبة.. يا له من إحساس...
-طراااااخ.. طراااااخ..
قفزت فجأة من مكاني وأنا أحدث نفسي بصوت عالي نسبياً:
-يا إلهي ما هذا؟!..
-طراااااخ.. طراااااخ..
-يبدو لي صوت باب العلية ولكن ماذا حدث له؟..
انقبض قلبي وأخذت أتنفس بصعوبة.. ألا يوجد أحد في هذا المنزل يستيقظ من قوة هذا الصوت؟..
تمنيت هذا في داخلي، كانت ساقاي متجمدتان.. وصوت في عقلي يقول لي بأن أذهب لأستطلع الأمر.. ولكن صوت أخر يقول لي بأن لا أذهب فلربما كان لصاً.. وأنت لوحدك.. هذا بالفعل لأمر متهور وسيئ..لم يعد الصوت في الظهور مرة أخرى ولكن التيار البارد عاد من جديد..
نظرت يساري فإذ بعيني تقع على باب الحديقة الخلفية المفتوحة..
***********************
وسط شمس العصر المحببة إلي النفس وقفت كالبلهاء ثم حانت مني إلتفاتة صوب كرم العنب، هنا رأيت خيال رجل طويل تعلو قامته المترين، أسود من رأسه إلى أخمص قدميه، وكان بدون ملامح.. شهقت حينها غير مصدقة، وأدرت وجهي في الإتجاه الآخر وأنا أبسمل، وجسدي عادت إليه الإنتفاضه التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ منه.. وبعد برهة نظرت بتردد تجاه كرم العنب فلم أجد شيء.. يا إلهي هل كنت أتخيل ذلك أم أنه حقيقة؟. أمسكت رأسي بيدي وأنا أشعر بصداع سيفجره..
***********************
كان قد اختفى مما أعطاني فرصة للهروب، فأطلقت لساقي العنان لتسابق الريح حتى أخرج من تلك الغرفة التي أصبحت مخيفة جداً بالنسبة لي، فتحت بابها وخرجت ولكني حين أصبحت خارج الغرفة رأيته يقف في الحديقة وكأنه كان بانتظاري..
أخذت أجري والذعر يعصف بجوانحي، حاولت أن أذكر الله ولكن دون جدوى، فقد ألجم الخوف لساني.. كان يقترب.. ويقترب.. وأنا أجري.. وأجري.. وأجري..
**********************
فرحت و أختاي كثيراً فالفضول كان المحرك الرئيسي لهذه الفرحة.. دخلنا إلى الغرفة المحظورة سابقاً، فشعرت ببعض الحزن لأن الإنسان بعد وفاته لا سلطة له على أغراضه بل كل ما يحمله معه هو عمله الصالح وكفنه...
كانت مساحة الغرفة أربعة أمتار طولاً وعرضاً، أما محتوياتها فلم يكن بها سوى خزانة للكتب ومذياع وأريكة منخفضة قديمة الطراز، وبها نافذة واحدة تطل على التلال الخلفية إذ كانت هذه الغرفة تشترك مع سور الحديقة في جدارها الرابع الذي تطل منه نافذتها بالإضافة للباب الخلفي للحديقة على تلك التلال الخالية...
أخذت أقرأ عناوين كتب جدي فوجدتها تتحدث عن مواضيع متنوعة، هتفت (إيناس):
-أووه.. هيا بنا لقد مللت البقاء في هذه الغرفة..
هموا جميعاً بالرحيل إلا أن هناك سبب أجهله جعلني لا أرغب في الخروج منها، لذا أبديت رفضي في الخروج معهم، فلم يمانع والدي ولكنه اشترط أن أبقى فيها عشر دقائق كأقصى حد، حتى لا أعطلهم عن موعد عودتنا إلى منزله...بقيت وحدي أنظر إلى كتب جدي والتي لاحظت جزءاً منها موضوع على جانب الأريكة، اقتربت منها لأتصفحها، فوجدتها تتحدث في أمور غريبة، وعلي قراءتها بتمعن لأفهما والوقت ليس ملكاً لي، لذا قررت أن آخذها معي وأعتقد أن والدي لا مانع لديه إن كنت سأعيدها مكانها إذا فرغت منها..
***********************
حاولت أن أميز موقع بوابة الفيلا داخل هذا الضباب الكثيف.. حتى نجحت في آخر الأمر... كان الباب مفتوحاً مما ولد قشعريرة في نفسي، أخذت نفساً عميقاً من الهواء الكاتم للأنفاس من حولي وبخطوات مرتجفة خرجت من المنزل لأصبح في الشارع وأمامي مباشرة الشارع العام ومن وراءه تقبع باقي بيوت القرية، لم أكن أستطيع تميزها جيداً لكثافة الضباب إلا أني أعلم جيداً أن طريقي لن يكون إليها بل إلى منزل والدي المجاور لنا، فأنا أتوقع من أن الجميع ذهبوا إليه لسبب ما، اتجهت يساراً وبعد الخمسين متراً أخذت أتسلق الربوة التي في أعلاها يتربع منزل والدي في بهاء وسلطة، كنت أسمع صوت الحشائش المحتجة تحت قدمي وهي تتهشم كما تهشمت أعصابي في هذه الإجازة الغريبة...
وصلت إلى البوابة الخارجية التي تتوسط سور عالي جداً يصل ارتفاعه أربع أمتار.. مددت يداً مرتجفة من البرد نحو الجرس، ولكنها توقفت في نصف المسافة وأنا أحدق في الباب الموارب...
كيف تترك أمي الباب هكذا وهي المعروفة بشدة حرصها... إنها تخشى اللصوص كما يخشى سكان ترانسلفانيا الكونت دراكولا...
ابتلعت ريقي وأنا أشعر بظهري يقشعر من العالم ورائه من دون أن يعرف ما يمكن أن يحدث خلفه، كنت كمن يكشف ظهره للأعداء، وعند هذه الفكرة تركت ترددي لأدفع البوابة وأغلقها خلفي...
أسندت ظهري عليها وكأني أحمي ظهري من مخالب كادت تمزقه..
***********************
كنت أشعر بوحشة كبيرة في غرفة نومي.. بدت لي واسعة جداً، كأنها فضاء شاسع، ولكن الأسوأ من ذلك، كانت الظلمة الشديدة التي تحيط بي من كل جانب.. شعرت بمدى صغري وكأنني سأسقط في فوهة بئر عميق، وأخذت نبضات قلبي تنبض بشدة وأنا أحاول سبر أغوار الظلام بعيني.. وأخذت أتساءل في رعب، يا ترى ماذا يحدث لنا دائماً عندما نطفئ الأضواء ونذهب للنوم؟. أي مسرحية تحدث داخل غرفنا ونحن لا نراها من شدة الظلمة؟..
بدأ العرق يتصبب على جبيني وأنا أحدث نفسي قائلة:
-هل أنا لوحدي؟. أم أن هناك عشرات الأعين التي تحدق بي وتراقبني؟..
************************
شمرت عن ساعدي وحملت الطوبة الأولى ثم حملت الطوبة الثانية.. هنا شعرت بمن يعتصر قلبي بقبضة باردة، شهقت ثم أخذت أبسمل وأملئ رئتي بالهواء المنعش حتى ترتاح نفسي.. نظرت أسفل الطوبة بعد أن رفعتها لأجد التراب أسفلها مبعثر ليس كباقي التربة، بل إنه يبدو واضحاً للعيان أنه تعرض لعملية حفر وقد دفن شيء ما بداخله.. ابتسمت ابتسامة نصر وهتفت قائلة:
-أخيراً.. سأجد تفسير الرؤيا...
وهكذا أخذت أحفر بأظافري.. ناسية أمر(الرفش)الملقي بجواري.. فالفضول والحماس كانا المحركان لكل أعضاء جسدي.. ولم يتعدى حفري الشبر الواحد حتى وجدت ورق بني اللون.. فحفرت التراب أكثر لأرى رزمة ورق بني قد لفت على شيء ما بداخلها، عادت نبضات قلبي تدق بشدة والعرق يتصبب على جبيني.. لم أدري ماذا أصابني؟!. مددت يداي المرتجفتان إلى رزمة الورق تلك وعندما أمسكت بها، شعرت بالاشمئزاز فجأة.. فتحتها فهال عيناي ما رأيته..
*************************
كنت أشعر بوحشة كبيرة في غرفة نومي.. بدت لي واسعة جداً، كأنها فضاء شاسع، ولكن الأسوأ من ذلك، كانت الظلمة الشديدة التي تحيط بي من كل جانب.. شعرت بمدى صغري وكأنني سأسقط في فوهة بئر عميق، وأخذت نبضات قلبي تنبض بشدة وأنا أحاول سبر أغوار الظلام بعيني.. وأخذت أتساءل في رعب، يا ترى ماذا يحدث لنا دائماً عندما نطفئ الأضواء ونذهب للنوم؟. أي مسرحية تحدث داخل غرفنا ونحن لا نراها من شدة الظلمة؟..
بدأ العرق يتصبب على جبيني وأنا أحدث نفسي قائلة:
-هل أنا لوحدي؟. أم أن هناك عشرات الأعين التي تحدق بي وتراقبني؟..
************************
شمرت عن ساعدي وحملت الطوبة الأولى ثم حملت الطوبة الثانية.. هنا شعرت بمن يعتصر قلبي بقبضة باردة، شهقت ثم أخذت أبسمل وأملئ رئتي بالهواء المنعش حتى ترتاح نفسي.. نظرت أسفل الطوبة بعد أن رفعتها لأجد التراب أسفلها مبعثر ليس كباقي التربة، بل إنه يبدو واضحاً للعيان أنه تعرض لعملية حفر وقد دفن شيء ما بداخله.. ابتسمت ابتسامة نصر وهتفت قائلة:
-أخيراً.. سأجد تفسير الرؤيا...
وهكذا أخذت أحفر بأظافري.. ناسية أمر(الرفش)الملقي بجواري.. فالفضول والحماس كانا المحركان لكل أعضاء جسدي.. ولم يتعدى حفري الشبر الواحد حتى وجدت ورق بني اللون.. فحفرت التراب أكثر لأرى رزمة ورق بني قد لفت على شيء ما بداخلها، عادت نبضات قلبي تدق بشدة والعرق يتصبب على جبيني.. لم أدري ماذا أصابني؟!. مددت يداي المرتجفتان إلى رزمة الورق تلك وعندما أمسكت بها، شعرت بالاشمئزاز فجأة.. فتحتها فهال عيناي ما رأيته..
*************************
لمزيد من التفاصيل ولخوض عالم الرعب والغموض مع أحداث تحبس الأنفاس ماعليكم سوى قراءة هذه الرواية المرعبة والشيقة رواية (موت قبل الميلاد) بعد أن تكونوا قد تجولتم في رحلة ممتعة مع عالم القصص القصيرة وتعرفتم كذلك في تلك الرحلة على أحد أعلام المشاهير..
كل ذلك في كتاب واحد (روايات عوالم) التي تأخذكم في عوالم متنوعة، روايات عوالم..عوالم بين يديك.. الآن في جميع المكتبات..
*****
اقرأ المزيد »