كان هناك عنزة شعرها أسود كسواد الليل البهيم، قابلت صدفةً عنزة شعرها أبيض كبياض كالثلج..
حسدت العنزة السوداء العنزة البيضاء على بياض شعرها الناصع وتمنت لو كانت مثلها، ووجدت لسانها ينطق بما تمنته.. إذا قالت بانبهار للعنزة البيضاء:
-آآه.. ما أجمل بياض شعرك، يا ليت لي مثله..
قالت لها العنزة البيضاء بوقار:
-أحقاً يعجبك؟!. إذا خذي بعضاً منه فلا مانع لدي..
وهنا انتفضت العنزة البيضاء وهزت جسمها بالكامل حتى تساقطت شعيرات بيضاء من جسمها وعلقت في شعر العنزة السوداء..
فرحت العنزة السوداء بتلك الشعيرات البيضاء التي كسرت حدة سواد شعرها، ولكنها في تلك اللحظة سمعت صوت يقول لها:
-هذه الشعيرات البيضاء التي تفرحين بها ماهي إلى طريقك نحو الفناء..
دهشت العنزة السوداء وأدركت متأخراً بأن هذه الشعيرات البيضاء ماهي إلا شيب لون سواد شبابها، وأن تلك العنزة البيضاء ماهي بيضاء إلا لأنها عجوز..
أرادت أن تبكي، أن تعيد تلك الشعيرات البيضاء الكريهة لصاحبتها ولكن هيهات..
فقد التصقت بها ولن تذهب أبداً بل ستزداد وتزداد..
وهنا أطرقت رأسها في حزن وسمعت الصوت يقول ثانيةً:
-لم تقنعي بشبابك فعجلتِ بمشيبك..
وهكذا لا تنظر لما لدى غيرك وتحسده عليه مهما تمنيته، فربما كان فيه الحسرة والندامة على قلبك إن اقتنيته..
************************************************************
اقرأ المزيد »