كم مرة قلت لمن حولك من الجيل الجديد: أيامنا كانت أجمل من هذه الأيام ولاتنسى؟
كم مرة همست بشوق ووله لنفسك قائلاً:
كم اتمنى ان أعود طفلًا.
وكم مرة تسائلت بخوف عن المستقبل: ترى ماذا يحمل لنا الغد؟
إنك ترى فتن الحياة تزداد يومًا بعد يوم، العالم يسوء، الأسعار في غلاء، الظلم يكبر، الجيل يستمر في التمرد والفساد أكثر ممن سبقه من الأجيال، وأنت الآن تظن بأنه أفسد مايكون، ولكن تذكر بأن الجيل الحاضر هم بأنفسهم في الغد سيتذمرون من الجيل الجديد ويقولون بأنهم كأنوا أفضل! وهو بأنفسهم سيبكون الماضي الذي هو الحاضر الآن بالنسبة لك، وسيبكون طفولتهم التي أنت الآن لا تراها تقارن ببراءة طفولتك.
وهذا معناه أمر واحد:
الطفل طفل في كل الأزمان وهو يرى أن طفولته هي الأمتع.
الماضي ماضيٍ عذب لكل الأجيال وكل منهم يرى ماضيه له ذكريات عذبة لن ولم تتكرر.
الحاضر هو ماضينا بعد دقائق وإن كنت تتذمر منه الآن فبعد شهور ستشتاق لذكراه لأنه بكل بساطة أصبح ماضيًا نشتاق إليه، فإذا لماذا لاتحبه منذ الآن بما أنك مؤكد ستحبه فيما بعد؟
الغد هو ما سيصبح حاضرًا ثم ماضي!
والآن نصيحتي لك أحب الماضي والحاضر والغد لأنهم جميعهم يدورون في دائرة واحدة.
ولاتحقرن من شأن الجيل الحالي أو المستقبلي لأنك في يوم ما كنت جيل جديد متمرد بالنسبة لوالديك.
وهكذا هي دائرة الحياة ودائرة النفس البشرية.
فنحن نتشابه في كل مكان وزمان مهما اختلف الطابع الخارجي، فالنحب بعضنا البعض، ولنستمتع بأدق التفاصيل وأبسط اللحظات التي ستكون جزءًا لايتجزأ من الماضي والحاضر والغد.
اقرأ المزيد »