الشوق

(خاطرة)
اشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق.....علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق..
عندما استمع لهذا المقطع للراحل ذو الصوت الشجي، العندليب الأسمر(عبد الحليم حافظ) أتسائل دائماً : أهذا ممكن؟..
أيعقل أن هناك من يستطيع أن يعلمني أن لا أشتاق؟..
أو أن يقتل في داخلي كل الأشواق التي تهزني وتقود ذاكرتي وعواطفي رغماً عنها إلى بعض الأماكن والأشخاص.. إلى أوقات بعينها.. إلى أصوات عزيزة..
إلى رائحة البحر.. و صوت حفيف الأشجار؟!..
فكم أشتاق لأحبتي.. أشتاق لمن غاب عن عيني..
وأشتاق لمن سيغيب..
وأتسائل بألم وحسرة كيف أداوي أشواقي؟..
..
إن كان الشوق يضج في حنايا صدري دون أن يطال من يشتاق إليه.. فكيف السبيل؟..
هل أصرخ وأقول علميني أيتها الحياة ألا أشتاق؟..
علميني كيف اميت قلبي، وأنحر الذكريات، وأقتل كل ما احبه لكي لا أشتاق وأرتاح؟..
ولكن إن فعلت ذلك فلن أكون أنا..
إن فعلت ذلك لن أكون إنسانة من بني البشر..
إن فعلت ذلك فسأفقد رونق الحياة..
فما أجمل أن نحب أناس.. أماكن.. أشياء.. أصوات .. وألحان.. تجعلنا لها نشتاق ونشتاق ونشتاق..
حينها سنشعر بأننا أحياء عندما ينبض القلب ويخفق شوقاً لكل شيء عزيز على قلوبنا..
حينها سأغمض عيني وأهتف وأقول لكل ما اشتاق إليه كما قال (محمد عبده):
أشتاق.. أشتاق أسأل عنكم الأشواق..الفراق.. الفراق ماغير علي فراق..
نعم ما أجمل أن نحب ونشتاق حتى لو آلمنا هذا الشوق وتمنينا زواله..
فهو كلما استمر في نفسي اشعرني بلذة في الحياة تجعلني أدعو برجاء لرب الأنام:
اللهم اجمعني بأحبتي.. واجعلني ازورالأماكن التي أحبها.. واسعدني بكل ما احبه واشتاق إليه..
ولا تحرمني منهم ياكريم ياحفيظ برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهم آمين..